41 - التسلل إلى السجن 1# - الإستعداد

الفصل 041 : التسلل إلى السجن 1# - الإستعداد.

--------------------------------------------

رفع (أورين) حاجبين ولم يستوعب كلام (آشماداي) فقال: "مـــاذا؟!"

أكمل (آشماداي): "(آشماداي) السابق، الشخص الذي تم استبدلي به، محبوس في ذلك السجن. يجب عليكم أن تجدوه، وتكتشفوا كل ما يعرفه عن قضيتنا."

كان (أورين) يحك رأسه وهو لا يزال غير مستوعب لذلك، فسأله مستغرباً:

"وكيف سنفعل ذلك؟"

أجابه (آشماداي) وكان قد فكر مسبقاً في خطة: "هناك أشخاص أعرفهم في ذلك السجن. سوف يساعدونك في التسلل داخله، وستتظاهر بأنك سجين. سوف تدخل، وتجد (آشماداي) القديم، وتخرج. لن تقضي ولا ليلة واحدة هناك. لا أستطيع فعل ذلك بنفسي لأن عليّ اتباع دليل عن موقع (عزازيل)."

ظل الجميع صامتاً ولم يعلموا ما يقولونه، فالشيء الذي يتحدثون عنه هو السجن وهو ليس بالشيء الهيّن حتى يدخله الشخص، وبما أن الفتاتان تخافان على أخيهما (أورين)، فقاطعت (جودي) ذلك الصمت، وكان يبدو عليها الغضب من (آشماداي) فقالت له:

"حسنا، تمهل قليلا يا (آشماداي).. السجن؟ حقا؟ كدنا نموت في ذلك المستشفى، والآن تريدنا أن نضع أخي غير الشقيق في السجن؟ وفي ماذا سيفيدنا ذلك؟ نحن لن نُعَرّض حيواتنا للخطر بعد الآن!"

أصبح (أورين) أكثر هدوءًا بعد أن وجد دعماً من طرف أخته غير الشقيقة الصغرى (جودي) وقال لـ(آشماداي) معتذرا:

"(جودي) على حق يا (آشماداي). أنا آسف."

لكن (آشماداي) لن يستسلم لهم بسهولة، فقال له محاولا إقناعه:

"أنا أتفهمك حقا، ولكني لا أستطيع وضع ثقتي بأحد آخر، وبالإضافة إلى إنقاذ العالم، سوف تحصل على مكافئة لاحقاً على مساعدتك لي. بصفتي عضوا قديماً من الأمراء الخمسة، لدي مبلغ ضخم من المال والقوة تحت تصرفي. لا تزال لدي جهات إتصال كثيرة ونفوذ، لكن حساباتي قد تم توقيفها. وقمت بإخفاء حساباتي البنكية بنفسي. إن أخرجتُ فلساً واحداً، سوف يجدونني. على كل حال، عندما ينتهي كل هذا، وأسترجع أموالي، فسأعوضك. نحن نتكلم عن الملايين."

لكن وعلى الرغم من كل ما قاله، (جودي) لاتزال مصرة على عدم وضع (أورين) في خطر فقالت وهي غاضبة:

"هاه! أموال؟ هل تظننا نقوم بكل هذا من أجل المال؟ أنا آسفة، ولكننا سنخرج من هذه المشاكل."

في تلك اللحظة لمعت عينا (أورين) باللون الأخضر والذي لا أحد يرى ذلك غيرنا، وقال متحمسا:

"هل قلت ملايين؟ تمهلي للحظة يا (جودي)... أعتقد بأن إنقاذ العالم يجب أن يكون من أولوياتنا. طالما أنتِ و(لورين) بأمان، أما أنا فأستطيع المخاطرة بنفسي."

ظهر القلق على (جودي) وقالت له: "ولكن يا أخي..."

لكن أجابها (أورين) بدون تردد: "سوف أفعلها."

فابتسم (آشماداي) وقال له:

"ممتاز! يعتبر الغد عطلة، لذا فيمكنك الذهاب في الصباح. اذهب إلى السجن واسأل عن حارس اسمه (جيريمي). هو لا يعلم عن أبناء (عشتروت)، ولكنه صديق لي وسوف يرشدك في الداخل. وعندما تدخل بنجاح إلى السجن وتصبح سجيناً، اسأل عن (آدريك ليبيديف). هذا هو اسم (آشماداي) السابق الحقيقي. وعندما تنهي مهمتك، ابحث عن (جيريمي) وسوف يقوم باخراجك من هناك. تذكر هذه الأسماء، هل هذا واضح؟"

لا تزال الشرارة الخضراء تخرج من عينيه من شدة الحماس بعد أن سمع بأن أموالا طائلة تنتظره إذا نجحوا في مهمتهم الكبرى لإيقاف طائفة أبناء (عشتروت)، فقال:

"أجل. لننقذ العالم. هيا لنذهب إلى المدرسة الآن يا فتيات، يجب علينا أن نركز في مهمتنا النزيهة... الليلة سوف أنام مبكراً. يجب عليّ أن أستيقظ مبكراً غدا!"

***

في اليوم التالي استيقظ (أورين)، بعد أن فتح عينيه ببطئ حتى أدرك بأن الصباح قد حل، فكان مباشرة بعد استيقاظه يفكر في ما حدث وما يجب عليه أن يقوم به اليوم. وكان يحدث نفسه:

(إنها ليلة نوم أخرى طويلة. حسنا، لقد حان الوقت. لدي سجن لأتسلل إليه اليوم. هيا بنا.)

وفور رغبته بالنهوض، أراد أن يبحث عن هاتفه فأدار رأسه إلى يساره، فقفز مرعوباً وصرخ بقوة:

"آآآآآآآآه!!"

ثم هدأ من روعه بعد أن أدرك بأنه لا يوجد (آشماداي) بجانبه، وذلك لأن صباح يوم الأمس تشابه له مع صباح هذا اليوم فقال:

"آه.. هذه ديجافو أم ماذا؟ .. لا يوجد أحد هنا... حسنا، هذا ما يجب أن يكون عليه الحال دائما. (آشماداي) ذلك اللعين.."

فذهب إلى المرحاض وهو سعيد ويصفّر، ثم وقف أمام المرآة مرتديا فقط سروالا أزرقاً قصيراً خاصا بالنوم فقط وكان يقول مع نفسه:

(يا إلاهي، أنا أبيض كالحليب. من الجيد أن الصيف قد اقترب. لقد بدأ يصبح الجو أكثر دفئاً، ربما نستطيع أن نخطط للذهاب إلى الشاطئ لنقضي عطلة قصيرة في أحد الأيام القادمة.) ثم أزال سرواله القصير وملابسه الداخلية.

(الشمس، البحر، الرمل، فتيات جميلات بالبيكيني... ماذا يمكنني أن أطلب أكثر من ذلك!) ثم بدأ يصفّر مجدداً بسعادة.

في تلك اللحظة عندما استدار حتى يستحم، صرخ عالياً بعد أن وجد (جودي) وهي مختبئة وراء الستائر البلاستيكية الخاصة بدوش الإستحمام ووجهها أحمر.

"آآآآه! ما الذي........! (جــودي)!! ما الذي يحدث بحق الجحيم؟ لماذا أنتِ هنا؟"

أجابت وهي محرجة للغاية:

"اهمم... كنت على وشك أن آخد حماما."

حتى أدرك (أورين) بأنه لا يغطي عورته، فقام بتغطيت مصيبته بسرعة وقال وهو محرج أيضاً:

"لماذا لم تغلقي الباب؟ أنتِ دائما ما تغلقينه! لقد اعتقدت بأن المرحاض فارغ!"

ازداد احمرار (جودي) حتى أصبح عنقها أيضاً التي يظهر جزء صغير منه أحمراً من شدة الخجل فقالت بارتباك:

"هذا هو المشكل... لقد نسيت أن أغلق الباب، حينها دخلت ولكنني كنت محرجة للغاية لذلك لم أقل شيئاً، فاختبأت وراء الستار. لم أكن أعلم بأنك سوف تستحم، ظننت أنك ستغادر بدون أن تلاحظني."

فتمشى (أورين) نحو الخلف ليحمل ملابسه ويخرج وقال لها:

"آسف على هذا، سوف أدعك تستحمين أولا."

لكن (جودي) هزت رأسها وقالت: "لا تهتم بذلك! سوف أنتظرك خارجاً، يمكنك أن تستحم أولاً. فأنت يجب أن تذهب إلى ذلك السجن، أما أنا فلست في عجلة من أمري."

فأجابها (أورين) بعد أن فكر قليلا: "لا، سوف أستحم لاحقاً، يمكنك البدأ أولا. كما أنك عارية الآن فلا تستطيعين الخروج الآن."

ابتسمت (جودي) خجلا وشكرته على ذلك، ثم خرج من المرحاض مباشرة بعد أن حمل ملابسه.

ولاحقاً بعد أن أنهت (جودي) استحمامها دخل (أورين) بسرعة واستحم أيضاً قبل وصول موعد ذهابه إلى السجن.

***

وصل (أورين) أخيرا إلى السجن بعد أن ترجل من الحافلة هو و(لورين) التي ذهبت معه.

"وأخيراً! ها نحن ذا! سجن سان مارتن."

وكان ينظر إلى شساعته وقال: "واو، هذا المكان يبدو ضخماً." ثم استدار إلى (لورين) وقال لها:

"شكرا لك على القدوم معي يا (لورين). لقد جعلتِ ركوبي للحافلة قصيراً بالفعل. لم أشعر بالوقت وأنتِ معي."

ابتسمت (لورين) ابتسامة لطيفة وقالت: "لا مشكلة!" ثم نظرت إلى الطريق الذي سيتحرك إليها الباص وقالت:

"هناك مركز رياضي كبير يوجد بالقرب من هنا، والذي كنت أريد الذهاب إليه بشدة منذ فترة. سوف أذهب لأركض هناك قليلا بينما أنت في الداخل. راسلني عندما تنتهي من المهمة."

رد عليها (أورين) مبتسما هو الآخر: "بالتأكيد!"

لورين: "هل أنت مستعد، إذن؟"

"أجل، كل شيء تحت السيطرة."

ضحكت (لورين) وقالت: "هاها، سوف أصدق ذلك عندما أراك تخرج سالما. هيا إذهب، أعتقد بأن بوابة الزوار من هذا المكان."

وكانت تشير إلى باب يبعد عن البوابة الكبرى ببضعة أمتار.

دخل الإثنان عبر الباب وأغلقاه خلفهما، فوجدا غرفة متوسطة وبعدها باب آخر يحرسه حارس يرتدي زياً أسوداً وفي صدره مكتوب (الشرطة) بالأبيض وكان يقف شامخاً لا يتزحزح ويديه خلف ظهره، فكان عليهما أن يبحثا عن ذلك الحارس الذي ذكره لهم (آشماداي). حتى استدار نحوهما الحارس الذي يوجد أمامهما وخاطبهما:

"يوم سعيد، مرحبا بكم في سجن سان مارتن. كيف لي أن أساعدكم؟"

فقال له (أورين): "أجل، نحن هنا لكي نلتقي بأحد ما."

رد عليه الحارس: "أنا أرى ذلك. قبل أن تدخلوا، يجب عليكم أن تظهرا لي بطاقة هوياتكما الشخصية وتخبروني عن أي غرفة زيارة أنتما معينون بها."

لم يكمل (أورين) الكلام مطولا في ذلك وقال له مباشرة:

"اهمم... في الحقيقة... أنا أبحث عن حارس، إنه يتوقع قدومنا."

فسأله ذلك الحارس: "ما إسمه؟"

حاول (أورين) تذكر الإسم الذي أعطاه له لكنه نسيه تماماً. فقال له إسم قريب للإسم الحقيقي وهو أيضاً يبدو متسائلاً:

"جيفري؟"

ضيق الحارس عينيه وقال له بعد أن تنهد: "هل أنت الفتى الذي أرسله (نوح)؟"

استغرب (أورين) فهو لا يعلم من هو (نوح)، فسأله: "(نوح)؟"

قال له الحارس: "مهما كان الإسم الذي يسمي نفسه به. شعره أسود، مع لحية كثيفة، ممتلئ قليلاً، ويظهر أمامك فجأة بدون سابق إنذار؟"

أجابه مؤكدا على كلامه: "أجــل!"

حينها كان الحارس يحدق في جميع الإتجاهات ثم نظر إليه وهمس:

"حسنا، هو بالفعل قد أخبرني بما تحتاج. فقط اتبعني ولا تنبس ببنت شفة. وصديقتك يجب عليها أن تبقى هنا." وكان يقصد (لورين).

فأومأ (أورين) برأسه وقال: "مفهوم."

ثم ضيق الحارس عينيه مرة أخرى وقال: "إسمي هو (جيريمي) بالمناسبة."

ضحك (أورين) ضحكة محرجة وقال: "آآآه! (جيريمي)! أجل! هذا هو إسمك، آسف."

فعندما استدار إلى (لورين) وجدها تضع يدها على وجهها من الخيبة والإحراج الذي تشعر به. ثم نظرت إليه وقالت:

"واو، كل شيء تحت السيطرة، أجل، أستطيع رؤية ذلك. أنت حتى لم تتذكر إسم الحارس الذي يجب عليك أن تتحدث إليه."

فرفع (أورين) يديه وأشار باصبعه إلى رأسه وقال: "لدي الكثير من الأشياء في عقلي الآن."

لكن (لورين) ابتسمت بعد ذلك وقالت له: "أجل بالطبع... حسنا، هيا إذهب واحضى بوقت جيد."

"أنتِ أيضاً."

ثم استدار وقال له الحارس (جيريمي): "مستعد؟"

فأجابه بكل جدية: "مستعد."

الحارس (جيريمي): "تعال معي، سوف أقوم بإدخالك عبر غرفة إستقبال السجناء."

أومأ (أورين) برأسه وقال: "سأكون خلفك مباشرة."

يتبع..

2022/02/09 · 95 مشاهدة · 1418 كلمة
نادي الروايات - 2024